بسم الله الرحمن الرحيم
[مختارات]من كتاب الزهد لوكيع بن الجراح-رحمه الله تعالى-
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه أما بعد،
فإن الزهد سفر القلب من وطن الدنيا وأخذه إلى منازل الآخرة ،و لا تتم له الرغبة في الآخرة و الإقبال عليها إلا بالزهد في الدنيا و الإعراض عنها لأنها دار عبور لا دار سرور ،و إيثار الدنيا على الآخرة إما من فساد في الإيمان، وإما من فساد في العقل، أو منهما معا كما يقول ابن القيم، و مما يعين العبد على الزهد في الدنيا ما يصله من أخبار السابقين المرضيين، و هذه بعض الأثار عنهم رحمهم الله و رضي الله عنهم أخترت جمعها لكم من كتاب الزهد لوكيع بن الجراح و قد بلغ عدد الآثار في النسخة التي حققها عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي خمس مائة و تسع و ثلاثين أثرا .
يحتوي هذا الجمع على أحاديث و آثار نفيسة حسنة المعنى سهلة الفهم في الجملة لا يعدم القارىء الحريص منها فائدة،هذا و أسأل الله أن ينفعني و إياكم بالكتاب و السنة .
وكيع بن الجراح رحمه الله هو : أبو سفيان وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن سفيان بن الحارث بن عمرو ابن عبيد بن رؤاس الرؤاسي المتوفى: 197هـ أحد الأئمة الحفاظ محدث العراق، أثنى عليه أهل العلم ثناء عطرا منهم الإمام أحمد و يحيى بن معين، وكان قد تعرض لفتنة أنجاه الله منها بسبب تحديثه بحديث عن وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم كاد بسببه أن يقتل، أما الآن فإلى المراد :
2 - ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا زَهَّدَهُ فِي الدُّنْيَا، وَفَقَّهَهُ فِي الدِّينِ، وَبَصَّرَهُ عُيُوبَهُ، وَمَنْ أُوتِيهِنَّ أُوتِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
3 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: تَابَعْنَا الْأَعْمَالَ فِي الدُّنْيَا، فَلَمْ نَجِدْ شَيْئًا أَبْلَغَ فِي عَمَلِ الْآخِرَةِ مِنَ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا
9 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ كَانَتِ امْرَأَةٌ مُتَعَبِّدَةً بِالْيَمَنِ، وَكَانَتْ إِذَا أَمْسَتْ قَالَتْ: يَا نَفْسُ اللَّيْلُ لَيْلَتُكِ، لَا لَيْلةَ لَكِ غَيْرُهَا، فَاجْتَهَدَتْ، وَإِذَا أَصْبَحَتْ قَالَتْ: يَا نَفْسُ الْيَوْمُ يَوْمُكِ لَا يَوْمَ لَكِ غَيْرَهُ، فَاجْتَهَدَتْ
13 - حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ قَالَ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: اعْبُدُوا اللَّهَ كَأَنَّكُمْ تَرَوْنَهُ، وَعُدُّوا أَنْفُسَكُمْ فِي الْمَوْتَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ قَلِيلًا يُغْنِيكُمْ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يُلْهِيكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْبِرَّ لَا يَبْلَى، وَأَنَّ الْإِثْمَ لَا يُنْسَى
14 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِسْوَرٍ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيِّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مِنْ غَرَائِبِ الْعِلْمِ قَالَ: «وَمَا صَنَعْتَ فِي رَأْسِ الْعِلْمِ، حَتَّى تَسْأَلَ عَنْ غَرَائِبِهِ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا رَأْسُ الْعِلْمِ؟ قَالَ: «هَلْ عَرَفْتَ الرَّبَّ؟» قَالَ نَعَمْ قَالَ: «فَمَاذَا صنَعْتَ فِي حَقِّهِ؟» قَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ: «هَلْ عَرَفْتَ الْمَوْتَ؟» قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «فَمَا أَعْدَدْتَ لَهُ؟» فَقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهِ. قَالَ: «فَانْطَلِقْ؛ فَأَحْكِمْ رَأْسَ الْعِلْمِ، ثُمَّ تَعَالَ، فَتَعَلَّمْ غَرَائِبَهُ»
15 - حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِسْوَرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} [الزمر: 22] فَقَالَ: «إِنَّ النُّورَ إِذَا وَقَعَ فِي الْقَلْبِ، انْفَسَحَ لَهُ، وَانْشَرَحَ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَهَلْ لِذَلِكَ مِنْ عَلَامَةٍ يُعْرَفُ بِهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، التَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ، وَالْإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ، وَالِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِ الْمَوْتِ»
16 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِسْوَرٍ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَارَكَ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ فِيكَ، فَخُصَّنِي مِنْكَ بِخَيْرٍ قَالَ: هَلْ أَنْتَ مُسْتَوْصٍ بِمَا أُوصِيكَ بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ، فَدَبِّرْ عَاقِبَتَهُ، فَإِنْ كَانَ رَشَدًا فَامْضِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيًّا فَانْتَهِ، قُمْ»
18 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا} [التوبة: 82] قَالَ: الدُّنْيَا {وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} [التوبة: 82] قَالَ: الْآخِرَةُ
21 - حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ} [النجم: 60] لَيْسَ الْأَمْرُ فِي هَذَا إِلَّا مَنْ بَكَى
23 - حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، وَالْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَنْ يَلِجَ النَّارَ مَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ
24 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّ دَاوُدَ نَبِيَّ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَكَى مِنْ خَطِيئَتِهِ حَتَّى هَاجَ مَا حَوْلَهُ
25 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَرْدٍ، وَنَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ سَاجِدٌ فِي الْحِجْرِ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ: أَتَعْجَبُ أَنْ أَبْكِيَ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَهَذَا الْقَمَرُ يَبْكِي مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ حِينَ شَفَّ أَنْ يَغِيبَ
34 - حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " تَعَوَّدُوا الْخَيْرَ، فَإِنَّ الْخَيْرَ بِالْعَادَةِ
45 - حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا} [المرسلات: 26] قَالَ: ظَهْرُهَا لِأَحْيَائِكُمْ، وَبَطْنُهَا لِأَمْوَاتِكُمْ
47 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، {أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ} [الإسراء: 51] . قَالَا: الْمَوْتُ
48 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} [القيامة: 27] قَالَ: هَلْ مِنْ طَبِيبٍ شَافٍ
49 - حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ، {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} [القيامة: 27] قِيلَ: هَلْ مِنْ رَاقٍ يَرْقَى
53 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ أَبِي يَعْلَى عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} [الواقعة: 89] ، قَالَ: هَذَا لَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ وَيُخَبَّأُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ الْجَنَّةُ {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ} [الواقعة: 92] قَالَ: هَذَا لَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ وَيُخَبَّأُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ النَّارُ
59 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [البقرة: 81] قَالَ: الشِّرْكُ
70 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا أَضَرَّ بالْآخِرَةِ، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ أَضَرَّ الدُّنْيَا، يَا قَوْمُ فَأَضِرُّوا بِالْفَانِي لِلْبَاقِي
73 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دَلْهَمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ لَا تَأْكُلْ شِبَعًا فَوْقَ شِبَعٍ، فَإِنَّكَ إِنْ تَنْبُذَهُ لِلْكَلْبِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ ذَلِكَ
87 - حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: مَا مِنْ بَيْتٍ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ لَحْدٍ، قَدِ اسْتَرَاحَ مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا، وَأَمِنَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ
129 - حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَأَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ قَبْلَكُمْ لَا يَسْتَحُونَ مِنْ أَنْ يَلْبَسُوا الصُّوفَ، وَيَرْكَبُوا الْحُمُرَ، وَيَحْلِبُوا الْغَنَمَ
131 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَلْفَقْرُ أَزْيَنُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ مِنَ الْعِذَارِ الْجَيِّدِ فِي خَدِّ الْفَرَسِ»
132 - حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَلَا حَبَّذَا الْمَكْرُوهَانِ: الْمَوْتُ وَالْفَقْرُ. وَايْمُ اللَّهِ، مَا هُوَ إِلَّا الْغِنَى وَالْفَقْرُ، وَمَا أُبَالِي بِأَيِّهِمَا ابْتُدِئْتُ، إِنْ كَانَ الْغِنَى، إِنَّ فِيهِ لَلْعَطْفَ، وَإِنْ كَانَ الْفَقْرُ إِنَّ فِيهِ لَلصَّبْرَ، وَذَلِكَ بِأَنَّ حَقَّ اللَّهِ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَاجِبٌ
149 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ امْرَأَةِ مَسْرُوقٍ، أَنَّ مَسْرَوقًا كَانَ يُصَلِّي حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ، وَتَجْلِسُ امْرَأَتُهُ خَلْفَهُ، فَتَبْكِي مِمَّا يَصْنَعُ بِنَفْسِهِ
153 - حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] ، قَالَ: كَانُوا يَعْمَلُونَ مَا عَمِلُوا مِنْ أَنْوَاعِ الْبِرِّ وَهُمْ مُشْفِقُونَ أَنْ لَا يُنْجِيَهُمْ ذَلِكَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ
168 - حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الشَّامِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شِرَارُ أُمَّتِي الَّذِينَ وُلِدُوا فِي النَّعِيمِ وَغُذُّوا بِهِ، إِنَّمَا هِمَّتُهُمْ أَلْوَانُ الطَّعَامِ وَالثِّيَابِ، وَيَتَشَدَّقُونَ فِي الْكَلَامِ»
171 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: مَا كَثُرَ مَالُ [ص:406] عَبْدٍ إِلَّا اشْتَدَّ حِسَابُهُ، وَلَا كَثُرَ أَتْبَاعُهُ إِلَّا كَثُرَ شَيَاطِينُهُ، وَلَا ازْدَادَ مِنَ السُّلْطَانِ قُرْبًا إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللَّهِ بُعْدًا "
177 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَشَكَى إِلَيْهِ جَارًا، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: اصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ سَيَجْزِيكَ مِنْهُ، فَمَكَثَ مَا شَاءَ، ثُمَّ رَآهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ شَكَوْتُ إِلَيْكَ جَارِي، فَقُلْتَ: اصْبِرْ، فَإِنَّ اللَّهَ سَيَجْزِيكَ مِنْهُ، وَأَنَّهُ خَرَجَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَصَابَ مِنَ الْمَالِ كَذَا، وَأَعْطَاهُ كَذَا. قَالَ: فَقَدْ جُزِيتَ مِنْهُ .
يتبع الجزء الثاني إن شاء الله .
[مختارات]من كتاب الزهد لوكيع بن الجراح-رحمه الله تعالى-
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه أما بعد،
فإن الزهد سفر القلب من وطن الدنيا وأخذه إلى منازل الآخرة ،و لا تتم له الرغبة في الآخرة و الإقبال عليها إلا بالزهد في الدنيا و الإعراض عنها لأنها دار عبور لا دار سرور ،و إيثار الدنيا على الآخرة إما من فساد في الإيمان، وإما من فساد في العقل، أو منهما معا كما يقول ابن القيم، و مما يعين العبد على الزهد في الدنيا ما يصله من أخبار السابقين المرضيين، و هذه بعض الأثار عنهم رحمهم الله و رضي الله عنهم أخترت جمعها لكم من كتاب الزهد لوكيع بن الجراح و قد بلغ عدد الآثار في النسخة التي حققها عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي خمس مائة و تسع و ثلاثين أثرا .
يحتوي هذا الجمع على أحاديث و آثار نفيسة حسنة المعنى سهلة الفهم في الجملة لا يعدم القارىء الحريص منها فائدة،هذا و أسأل الله أن ينفعني و إياكم بالكتاب و السنة .
وكيع بن الجراح رحمه الله هو : أبو سفيان وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن سفيان بن الحارث بن عمرو ابن عبيد بن رؤاس الرؤاسي المتوفى: 197هـ أحد الأئمة الحفاظ محدث العراق، أثنى عليه أهل العلم ثناء عطرا منهم الإمام أحمد و يحيى بن معين، وكان قد تعرض لفتنة أنجاه الله منها بسبب تحديثه بحديث عن وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم كاد بسببه أن يقتل، أما الآن فإلى المراد :
2 - ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا زَهَّدَهُ فِي الدُّنْيَا، وَفَقَّهَهُ فِي الدِّينِ، وَبَصَّرَهُ عُيُوبَهُ، وَمَنْ أُوتِيهِنَّ أُوتِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
3 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: تَابَعْنَا الْأَعْمَالَ فِي الدُّنْيَا، فَلَمْ نَجِدْ شَيْئًا أَبْلَغَ فِي عَمَلِ الْآخِرَةِ مِنَ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا
9 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ كَانَتِ امْرَأَةٌ مُتَعَبِّدَةً بِالْيَمَنِ، وَكَانَتْ إِذَا أَمْسَتْ قَالَتْ: يَا نَفْسُ اللَّيْلُ لَيْلَتُكِ، لَا لَيْلةَ لَكِ غَيْرُهَا، فَاجْتَهَدَتْ، وَإِذَا أَصْبَحَتْ قَالَتْ: يَا نَفْسُ الْيَوْمُ يَوْمُكِ لَا يَوْمَ لَكِ غَيْرَهُ، فَاجْتَهَدَتْ
13 - حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ قَالَ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: اعْبُدُوا اللَّهَ كَأَنَّكُمْ تَرَوْنَهُ، وَعُدُّوا أَنْفُسَكُمْ فِي الْمَوْتَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ قَلِيلًا يُغْنِيكُمْ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يُلْهِيكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْبِرَّ لَا يَبْلَى، وَأَنَّ الْإِثْمَ لَا يُنْسَى
14 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِسْوَرٍ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيِّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مِنْ غَرَائِبِ الْعِلْمِ قَالَ: «وَمَا صَنَعْتَ فِي رَأْسِ الْعِلْمِ، حَتَّى تَسْأَلَ عَنْ غَرَائِبِهِ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا رَأْسُ الْعِلْمِ؟ قَالَ: «هَلْ عَرَفْتَ الرَّبَّ؟» قَالَ نَعَمْ قَالَ: «فَمَاذَا صنَعْتَ فِي حَقِّهِ؟» قَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ: «هَلْ عَرَفْتَ الْمَوْتَ؟» قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «فَمَا أَعْدَدْتَ لَهُ؟» فَقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهِ. قَالَ: «فَانْطَلِقْ؛ فَأَحْكِمْ رَأْسَ الْعِلْمِ، ثُمَّ تَعَالَ، فَتَعَلَّمْ غَرَائِبَهُ»
15 - حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِسْوَرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} [الزمر: 22] فَقَالَ: «إِنَّ النُّورَ إِذَا وَقَعَ فِي الْقَلْبِ، انْفَسَحَ لَهُ، وَانْشَرَحَ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَهَلْ لِذَلِكَ مِنْ عَلَامَةٍ يُعْرَفُ بِهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، التَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ، وَالْإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ، وَالِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِ الْمَوْتِ»
16 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِسْوَرٍ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَارَكَ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ فِيكَ، فَخُصَّنِي مِنْكَ بِخَيْرٍ قَالَ: هَلْ أَنْتَ مُسْتَوْصٍ بِمَا أُوصِيكَ بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ، فَدَبِّرْ عَاقِبَتَهُ، فَإِنْ كَانَ رَشَدًا فَامْضِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيًّا فَانْتَهِ، قُمْ»
18 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا} [التوبة: 82] قَالَ: الدُّنْيَا {وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} [التوبة: 82] قَالَ: الْآخِرَةُ
21 - حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ} [النجم: 60] لَيْسَ الْأَمْرُ فِي هَذَا إِلَّا مَنْ بَكَى
23 - حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، وَالْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَنْ يَلِجَ النَّارَ مَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ
24 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّ دَاوُدَ نَبِيَّ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَكَى مِنْ خَطِيئَتِهِ حَتَّى هَاجَ مَا حَوْلَهُ
25 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَرْدٍ، وَنَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ سَاجِدٌ فِي الْحِجْرِ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ: أَتَعْجَبُ أَنْ أَبْكِيَ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَهَذَا الْقَمَرُ يَبْكِي مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ حِينَ شَفَّ أَنْ يَغِيبَ
34 - حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " تَعَوَّدُوا الْخَيْرَ، فَإِنَّ الْخَيْرَ بِالْعَادَةِ
45 - حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا} [المرسلات: 26] قَالَ: ظَهْرُهَا لِأَحْيَائِكُمْ، وَبَطْنُهَا لِأَمْوَاتِكُمْ
47 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، {أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ} [الإسراء: 51] . قَالَا: الْمَوْتُ
48 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} [القيامة: 27] قَالَ: هَلْ مِنْ طَبِيبٍ شَافٍ
49 - حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ، {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} [القيامة: 27] قِيلَ: هَلْ مِنْ رَاقٍ يَرْقَى
53 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ أَبِي يَعْلَى عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} [الواقعة: 89] ، قَالَ: هَذَا لَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ وَيُخَبَّأُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ الْجَنَّةُ {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ} [الواقعة: 92] قَالَ: هَذَا لَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ وَيُخَبَّأُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ النَّارُ
59 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [البقرة: 81] قَالَ: الشِّرْكُ
70 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا أَضَرَّ بالْآخِرَةِ، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ أَضَرَّ الدُّنْيَا، يَا قَوْمُ فَأَضِرُّوا بِالْفَانِي لِلْبَاقِي
73 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دَلْهَمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ لَا تَأْكُلْ شِبَعًا فَوْقَ شِبَعٍ، فَإِنَّكَ إِنْ تَنْبُذَهُ لِلْكَلْبِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ ذَلِكَ
87 - حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: مَا مِنْ بَيْتٍ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ لَحْدٍ، قَدِ اسْتَرَاحَ مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا، وَأَمِنَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ
129 - حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَأَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ قَبْلَكُمْ لَا يَسْتَحُونَ مِنْ أَنْ يَلْبَسُوا الصُّوفَ، وَيَرْكَبُوا الْحُمُرَ، وَيَحْلِبُوا الْغَنَمَ
131 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَلْفَقْرُ أَزْيَنُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ مِنَ الْعِذَارِ الْجَيِّدِ فِي خَدِّ الْفَرَسِ»
132 - حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَلَا حَبَّذَا الْمَكْرُوهَانِ: الْمَوْتُ وَالْفَقْرُ. وَايْمُ اللَّهِ، مَا هُوَ إِلَّا الْغِنَى وَالْفَقْرُ، وَمَا أُبَالِي بِأَيِّهِمَا ابْتُدِئْتُ، إِنْ كَانَ الْغِنَى، إِنَّ فِيهِ لَلْعَطْفَ، وَإِنْ كَانَ الْفَقْرُ إِنَّ فِيهِ لَلصَّبْرَ، وَذَلِكَ بِأَنَّ حَقَّ اللَّهِ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَاجِبٌ
149 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ امْرَأَةِ مَسْرُوقٍ، أَنَّ مَسْرَوقًا كَانَ يُصَلِّي حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ، وَتَجْلِسُ امْرَأَتُهُ خَلْفَهُ، فَتَبْكِي مِمَّا يَصْنَعُ بِنَفْسِهِ
153 - حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] ، قَالَ: كَانُوا يَعْمَلُونَ مَا عَمِلُوا مِنْ أَنْوَاعِ الْبِرِّ وَهُمْ مُشْفِقُونَ أَنْ لَا يُنْجِيَهُمْ ذَلِكَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ
168 - حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الشَّامِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شِرَارُ أُمَّتِي الَّذِينَ وُلِدُوا فِي النَّعِيمِ وَغُذُّوا بِهِ، إِنَّمَا هِمَّتُهُمْ أَلْوَانُ الطَّعَامِ وَالثِّيَابِ، وَيَتَشَدَّقُونَ فِي الْكَلَامِ»
171 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: مَا كَثُرَ مَالُ [ص:406] عَبْدٍ إِلَّا اشْتَدَّ حِسَابُهُ، وَلَا كَثُرَ أَتْبَاعُهُ إِلَّا كَثُرَ شَيَاطِينُهُ، وَلَا ازْدَادَ مِنَ السُّلْطَانِ قُرْبًا إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللَّهِ بُعْدًا "
177 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَشَكَى إِلَيْهِ جَارًا، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: اصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ سَيَجْزِيكَ مِنْهُ، فَمَكَثَ مَا شَاءَ، ثُمَّ رَآهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ شَكَوْتُ إِلَيْكَ جَارِي، فَقُلْتَ: اصْبِرْ، فَإِنَّ اللَّهَ سَيَجْزِيكَ مِنْهُ، وَأَنَّهُ خَرَجَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَصَابَ مِنَ الْمَالِ كَذَا، وَأَعْطَاهُ كَذَا. قَالَ: فَقَدْ جُزِيتَ مِنْهُ .
يتبع الجزء الثاني إن شاء الله .
0 التعليقات:
إرسال تعليق