بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه أما بعد،
فهذا جمع بسيط من تفاسير بعض الآيات مختارة من تفسير ابن جرير الطبري في الغالب، جعلته مرتبا على السور و أرقام الآيات،و لم أراعي فيه منهجية معينة، فضمنته من العقائد و الأحكام و الرقائق و السلوكيات و أسباب النزول وما قد يشكل فهمه من الألفاظ، هذا و أسأل الله التوفيق و السداد، اما الآن و من غير إطالة أشرع في المراد:
- روى عبد الرزاق في تفسيره 5 :نا معمر ،عن أيوب، عن أبي قلابة ،عن أبي إدريس الخولاني قال:(( القرآن ست آيات: آية تأمرك، و آية تنهاك، و آية تبشرك ،و آية تنذرك، و آية فريضة، و آية قصص و أخبار، أو قال: أمثال )) .
- قال أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآنص:100 : حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن بكر بن ماعز ، عن الربيع بن خثيم ، قال: وجدت هذا القرآن في خمس :
1)-حلال
2)-وحرام
3)- وخبر ما قبلكم .
4)-وخبر ما هو كائن بعدكم
5)- وضرب الأمثال
-{أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض} البقرة 85
1481حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ثم قال وبلغني أن عمر بن الخطاب قال في قصة بني إسرائيل :(( إن بني إسرائيل قد مضوا ، وإنكم أنتم تعنون بهذا الحديث ))
-{أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} البقرة 177
روى الآجري في الشريعة 255 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمُ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ،عن أبي العالية الرياحي في قوله تعالى {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}: تكلموا بكلام الإيمان، وحققوه بالعمل.
-{فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} البقرة222
3394 - حدثني تميم بن المنتصر، قال: أخبرنا يزيد، قال: ثنا محمد، عن الزهري، عن عروة، عن ندبة، مولاة آل عباس قالت:(( بعثتني ميمونة ابنة الحارث، أو حفصة ابنة عمر، إلى امرأة عبد الله بن عباس، وكانت بينهما قرابة من قبل النساء، فوجدت فراشها معتزلا فراشه، فظنت أن ذلك عن الهجران، فسألتها عن اعتزال فراشه فراشها، فقالت: إني طامث، وإذا طمثت اعتزل فراشي.
فرجعت فأخبرت بذلك ميمونة أو حفصة، فردتني إلى ابن عباس، تقول لك أمك: أرغبت عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم! فوالله لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام مع المرأة من نسائه، وإنها لحائض، وما بينه وبينها إلا ثوب ما يجاوز الركبتين)).
-{لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} البقرة 286
4509 - حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: ثنا هشام بن يوسف، عن أمية بن شبل، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن أبي هريرة، قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي عن موسى صلى الله عليه وسلم على المنبر، قال: "وقع في نفس موسى هل ينام الله تعالى ذكره؟ فأرسل الله إليه ملكا فأرقه ثلاثا، ثم أعطاه قارورتين، في كل يد قارورة، أمره أن يحتفظ بهما"
قال: "فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان، ثم يستيقظ فيحبس إحداهما عن الأخرى، ثم نام نومة فاصطفقت يداه وانكسرت القارورتان". قال: ضرب الله مثلا له، أن الله لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض)) .
-{إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} البقرة 258.
- حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال:(( أنا أحيي وأميت: أقتل من شئت، وأستحيي من شئت، أدعه حيا فلا أقتله. وقال: ملك الأرض مشرقها ومغربها أربعة نفر: مؤمنان، وكافران، فالمؤمنان: سليمان بن داود، وذو القرنين؛ والكافران: بختنصر ونمرود بن كنعان، لم يملكها غيرهم)) .
-{ وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ } البقرة 286
روى ابن أبي حاتم في تفسيره : حدثنا أبي، ثنا عبد السلام بن محمد الحضرمي، ثنا الوليد بن مسلم،عن ابن ثوبان عن أبيه، عن مكحول: ((في قوله تعالى{ وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ } قال: الْغُربة و الغُلمَة)) أقول: الغربة معروفة و الغلمة هي الشهوة الشديدة.
-{ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} الأنعام 23 و قوله {وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً} النساء 42 الأولى اثبثت أنهم يكلمون الله و الثانية نفت ذلك .
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن رجل، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال: ((جاء رجل إلى ابن عباس، فقال: أشياء تختلف علي في القرآن؟ فقال: ما هو؟ أشك في القرآن؟ قال: ليس بالشك، ولكنه اختلاف. قال: فهات ما اختلف عليك! قال: أسمع الله يقول: {ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} وقال: {وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً} وقد كتموا! فقال ابن عباس: أما قوله: {ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} فإنهم لما رأوا يوم القيامة أن الله يغفر لأهل الإسلام ويغفر الذنوب ولا يغفر شركا ولا يتعاظمه ذنب أن يغفره جحد المشركون، فقالوا: والله ربنا ما كنا مشركين، رجاء أن يغفر لهم، فختم على أفواههم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، فعند ذلك {يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً} )) .
-{ وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا} الأنعام 142
14047- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن سفيان, عن أبي إسحاق, عن أبي الأحوص, عن عبد الله في قوله: {حمولة وفرشًا}، قال: " الحمولة "، الكبار من الإبل" وفرشًا "، الصغار من الإبل .
و قال 14059- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبيد الله, عن أبي جعفر, عن الربيع بن أنس: " الحمولة "، من الإبل والبقر= و " فرشًا ". المعز والضأن .
-{فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث} الأعراف 176
قال أبو جعفر الطبري : يقول تعالى ذكره : فمثل هذا الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها ، مثل الكلب الذي يلهث ، طردته أو تركته.
أقول: و ليس معناها كما يفهم العامة أن المراد إن تحمل عليه شيء يعني فوق ظهره حملا كالحمار أو الجمل و غيرهما من الدواب إنما المراد ب "إن تحمل عليه" أي تطرده.
-{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} الأنفال 27
روى ابن أبي حاتم في تفسيره :
حدثنا محمد بن العباس ، حدثنا أبو غسان محمد بن عمرو ، ثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، قال : وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} أي لا تظهروا له من الحق ما يرضى به منكم ، ثم تخالفونه في السر إلى غيره ، فإن ذلك هلاك لأماناتكم وخيانة لأنفسكم .
-{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}التوبة 100.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن آدم، عن قيس، عن عثمان الثقفي، عن مولى لأبي موسى، عن أبي موسى، قال:(( المهاجرون الأولون: من صلى القبلتين مع النبي صلى الله عليه وسلم)) .
حدثني الحارث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا قيس بن الربيع، عن عثمان بن المغيرة، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن مولى لأبي موسى، قال: ((سألت أبا موسى الأشعري، عن قوله: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ} قال: هم الذين صلوا القبلتين جميعا)).
-{وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ } [سورة هود 44].
- حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لما أراد الله أن يكف ذلك - يعني الطوفان - أرسل ريحا على وجه الأرض، فسكن الماء، واستدت ينابيع الأرض الغمر الأكبر، وأبواب السماء ؛ يقول الله تعالى: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي} إلى: {بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} فجعل ينقص ويغيض ويدبر. وكان استواء الفلك على الجودي فيما يزعم أهل التوراة في الشهر السابع لسبع عشرة ليلة مضت منه، في أول يوم من الشهر العاشر، رئي رؤوس الجبال. فلما مضى بعد ذلك أربعون يوما فتح نوح كوة الفلك التي صنع فيها، ثم أرسل الغراب لينظر له ما فعل الماء فلم يرجع إليه، فأرسل الحمامة فرجعت إليه، ولم يجد لرجليها موضعا، فبسط يده للحمامة فأخذها ثم مكث سبعة أيام، ثم أرسلها لتنظر له، فرجعت حين أمست وفي فيها ورق زيتونة، فعلم نوح أن الماء قد قل عن وجه الأرض. ثم مكث سبعة أيام، ثم أرسلها فلم ترجع، فعلم نوح أن الأرض قد برزت، فلما كملت السنة فيما بين أن أرسل الله الطوفان إلى أن أرسل نوح الحمامة ودخل يوم واحد من الشهر الأول من سنة اثنتين برز وجه الأرض، فظهر اليبس، وكشف نوح غطاء الفلك، ورأى وجه الأرض. وفي الشهر الثاني من سنة اثنتين في سبع وعشرين ليلة منه قيل لنوح: {اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يسهم منا عذاب أليم}
-{وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ}يوسف 94
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ولما فصلت عير بني يعقوب من عند يوسف متوجهة إلى يعقوب ، قال أبوهم يعقوب : { إني لأجد ريح يوسف } ذكر أن الريح استأذنت ربها في أن تأتي يعقوب بريح يوسف قبل أن يأتيه البشير ، فأذن لها ، فأتته بها .
وأما قوله : { لولا أن تفندون}، فإنه يعني : لولا أن تعنفوني ، وتعجزوني ، وتلوموني ، وتكذبوني .
-{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ } النحل 48
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد عن قتادة: أما اليمين: فأوّل النهار ، وأما الشمال: فآخر النهار.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يعني: بالغدو والآصال، تسجد الظلال لله غدوة إلى أن يفئ الظلّ، ثم تسجد لله إلى الليل، يعني: ظلّ كلّ شَيء.
-{ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} الإسراء 3.
حدثني القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو فضالة، عن النضر بن شفي، عن عمران بن سليم، قال:(( إنما سمي نوح عبدا شكورا أنه كان إذا أكل الطعام قال: الحمد لله الذي أطعمني، ولو شاء أجاعني؛ وإذا شرب قال: الحمد لله الذي سقاني، ولو شاء أظمأني؛ وإذا لبس ثوبا قال : الحمد لله الذي كساني، ولو شاء أعراني؛ وإذا لبس نعلا قال: الحمد لله الذي حذاني، ولو شاء أحفاني؛ وإذا قضى حاجة قال: الحمد لله الذي أخرج عني أذاه، ولو شاء حبسه)) .
-{وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} الكهف 18
((قال ابن جريج يحرس عليهم الباب . وهذا من سجيته وطبيعته ، حيث يربض ببابهم كأنه يحرسهم ، وكان جلوسه خارج الباب ؛ لأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب - كما ورد في الصحيح - ولا صورة ولا جنب ولا كافر ، كما ورد به الحديث الحسن وشملت كلبهم بركتهم ، فأصابه ما أصابهم من النوم على تلك الحال . وهذا فائدة صحبة الأخيار ؛ فإنه صار لهذا الكلب ذكر وخبر وشأن )) .
-{وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً} الكهف 23
-حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، عن أبيه، عن محمد، رجل من أهل الكوفة، كان يفسر القرآن، وكان يجلس إليه يحيى بن عباد، قال:(( {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا} قال فقال: وإذا نسي الإنسان أن يقول: إن شاء الله، قال: فتوبته من ذلك، أو كفارة ذلك أن يقول: {عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً } ))
-{وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} مريم 4
المعنى: ولم أعهد منك إلا الإجابة في الدعاء ، ولم تردني قط فيما سألتك
- {خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} مريم 73
-حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال : ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} قال: المقام: المسكن، والنديّ، المجلس والنعمة والبهجة التي كانوا فيها، وهو كما قال الله لقوم فرعون، حين أهلكهم وقصّ شأنهم في القرآن فقال {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ} فالمقام: المسكن والنعيم، والنديّ: المجلس والمجمع الذي كانوا يجتمعون فيه، وقال الله فيما قصّ على رسوله في أمر لوط إذ قال {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} ، والعرب تسمي المجلس: النادي.
-{ وَنَسُوق الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّم وِرْدًا } مريم 86
قال ابن جرير:حدثني علي،قال ثني عبد الله،قال ني معاوية،عن علي،عن ابن عباس قوله{ وَنَسُوق الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّم وِرْدًا } يَقُول : عِطَاشًا .
-{فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا } النمل 10
{فَلَمَّا رَآهَا} موسى {تَهْتَزُّ}يقول: تتحرك وتضطرب {كَأَنَّهَا جَانٌّ} والجانّ واحد الجِنّان, وهي نوع معروف من أنواع الحيات, وهي منها عظام. ومعنى الكلام: كأنها جانّ من الحيات { وَلَّى مُدْبِرًا } يقول: ولى موسى هاربا منها.
-{قُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} النمل 59
20593- حديث أبو كريب، قال: ثنا طلق، يعني ابن غنام، عن ابن ظهير، عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس: {وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} قال: أصحاب محمد اصطفاهم الله لنبيه.
20594- حدثنا علي بن سهل، قال: ثنا الوليد بن مسلم، قال: قلت لعبد الله بن المبارك: أرأيت قول الله {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} من هؤلاء؟ فحدثني عن سفيان الثوري، قال: هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-{وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} القصص 11
حدثني العباس بن الوليد, قال: أخبرنا يزيد, قال: أخبرنا الأصبغ بن زيد, قال: ثنا القاسم بن أبي أيوب, قال: ثني سعيد بن جُبَيْر, عن ابن عباس {وَقَالَتْ لأخْتِهِ قُصِّيهِ } أي قصي أثره واطلبيه هل تسمعين له ذكرا, أحيّ ابني أو قد أكلته دوابّ البحر وحيتانه؟ونسيتِ الذي كان الله وعدها.
-{يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} العنكبوت 56
روى الطبري في تفسيره: حدثنا بن بشار، قال ثنا عبد الرحمن، قال ثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن سعيد بن جبير: في قوله {إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ} قال إذا عمل فيها بالمعاصي فأخرج منها .
-{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} الروم 30
قال ابن جرير-حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد (( لا تبديل لخلق الله )) قال : لدينه .
قال ابن أبي حاتم في تفسيره- حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله: ((خلق الأولين)) يقول: دين الأولين.
يقصد قوله تعالى: {قَالُواْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مّنَ الْوَاعِظِينَ إِنْ هَـَذَا إِلاّ خُلُقُ الأوّلِينَ }.
-{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} فاطر 10
روى الطبري في تفسيره: حدثني علي ، ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}
قال :(( الكلام الطيب : ذكر الله ، والعمل الصالح : أداء فرائضه ، فمن ذكر الله سبحانه في أداء فرائضه حمل عليه ذكر الله فصعد به إلى الله ، ومن ذكر الله ، ولم يؤد فرائضه رد كلامه على عمله فكان أولى به)) .
-{هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} غافر 65
- حدثني محمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا محمد بن بشر، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن سعيد بن جبير: (( أنه كان يستحب إذا قال: لا إله إلا الله، يتبعها الحمد لله، ثم قرأ هذه{هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ})) .
حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، عن سعيد بن جبير، قال:(( إذا قال أحدكم لا إله إلا الله وحده، فليقل بأثرها: الحمد لله رب العالمين، ثم قرا {فادعوه مخلصين له الذين الحمد لله رب العالمين} )) .
-{وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً} الزخرف 32
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ) قال: هم بنو آدم جميعا, قال: وهذا عبد هذا, ورفع هذا على هذا درجة, فهو يسخره بالعمل, يستعمله به, كما يقال: سخر فلان فلانا.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا يحيى بن واضح, قال: ثنا عبيد بن سليمان, عن الضحاك, في قوله: { لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا } يعني بذلك: العبيد والخدم سخر لهم.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة { لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا } مِلْكة.
-{وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} الرحمن 6
قال ابن جرير:اختلف أهل التأويل في معنى النجم في هذا الموضع مع إجماعهم على أن الشجر ما قام على ساق، فقال بعضهم: عني بالنجم في هذا الموضع من النبات: ما نجم من الأرض، مما ينبسط عليها، ولم يكن على ساق مثل البقل ونحوه.
وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: عني بالنجم: ما نجم من الأرض من نبت لعطف الشجر عليه، فكان بأن يكون معناه لذلك: ما قام على ساق وما لا يقوم على ساق يسجدان لله، بمعنى: أنه تسجد له الأشياء كلها المختلفة الهيئات من خلقه أشبه وأولى بمعنى الكلام من غيره. وأما قوله: {وَالشَّجَرَ} فإن الشجر ما قد وصفت صفته قبل.
-{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} المدثر 1
الدِّثار هو ما يكون فوق الشِّعار، والفرق بين الدِّثار والشِّعار أن الشعار هو الثوب الذي يلي جلد الإنسان و جسمه من الملابس، والدثار هو الذي يلي ذلك أي يكون فوقه.
روى مسلم في الصحيح-حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا يزيد بن زريع عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أم عطية قالت:(( دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته فقال اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذنني فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه فقال أشعرنها إياه )).
أشعرنها إياه أي اجعلنها تلامس جسدها رضي الله عنها.
-{وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} التكوير 7
- حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع بن خثيم: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} قال: يحشر المرء مع صاحب عمله
-و نقل عن بعض السلف أنه يقرن بين الرجل الصالح مع الرجل الصالح في الجنة، ويقرن بين الرجل السوء مع الرجل السوء في النار و قيل: ألحق كل امرئ بشيعته ، اليهودي باليهودي والنصراني بالنصراني و هكذا .
0 التعليقات:
إرسال تعليق