بسم الله الرحمن الرحيم
[فائدة]سعة لسان العرب من كتاب النكت للقصاب
قال الإمام أبو أحمد محمد بن علي بن محمد الكرجي القصاب في النكت الدالة على البيان في أنواع العلوم و الأحكام (331/1): ((قوله عز وجل:{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ}
دليل على سعة لسان العرب، إذ - لا محالة - أن المخلوق من طين هو آدم، صلى الله عليه وسلم، أبو البشر، وسائر الناس - سوى عيسى - صلى الله عليه وسلم - مخلوقون من نطفة. وهذا نظير ما مر في سور البقرة من قوله: {و إِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ} بآبائكم، {خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ} أي خلق أباكم الذي أنتم من نسله.
ويحتمل أن يكون الله - جل جلاله بقدرته - أذاب الطين وحوله نطفة فأودعه الأصلاب، فيكون كل من خلق من نطفة مخلوفا من طين ألا تراه يقول: {أيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى} ، ثم سمى النطفة ماء، فقال: {فلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} والله أعلم أي ذلك هو.
وفي كل هذه الآيات - لا محالة - خصوص؛ لأن عيسى، صلى الله عليه وسلم، ما كان منيا يمنى، ولا خلق من ماء دافق بل خلقه الله بقدرته في بطن أمه آية للعالمين من غير نطفة.
إضمارقوله: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ} أي أول من أسلم من أهل زمانه إذ قد كان قبله مسلمون.
ومثله قول موسى، صلى الله عليه وسلم - والله أعلم -:{وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } أي أول قومي إيمانا.
قوله: {وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } يحتمل معنية: أحدهما:رجوع من الخبر إلى المخاطبة.
والثاني: أن يكون فيه إضمار واختصار كأنه: " قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم وقيل لي: لا تكونن من المشركين.
وأيهما هو فهو دال على سعة اللسان والله أعلم بما أراده )).
أقول للإخوة القراء لعل هذا الموضوع فيه إشكال خاصة و أن حواء وردت إشارة في الحديث أنها خلقت من ضلع أعوج و الله أعلم بالصواب .
أقول للإخوة القراء لعل هذا الموضوع فيه إشكال خاصة و أن حواء وردت إشارة في الحديث أنها خلقت من ضلع أعوج و الله أعلم بالصواب .
0 التعليقات:
إرسال تعليق