بسم الله الرحمن الرحيم
في معنى قوله تعالى{ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيم مَلَكُوت السَّمَوَات وَالْأَرْض }
نقل عن مجاهد قال: تفرجت لإبراهيم السماوات السبع حتى العرش فنظر فيهن ،و تفرجت له الأرضون السبع فنظر فيهن .
و عن السدي قال: أقيم على صخرة، و فتحت له السماوات فنظر إلى ملك الله فيها حتى نظر إلى مكانه في الجنة، و فتحت له الأرضون حتى نظر إلى أسفل الأرض، فذلك قوله:{وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا} يقول آتيناه مكانه في الجنة .
وقال بعض أهل العلم : المراد بأجره في الدنيا : الثناء الحسن عليه في دار الدنيا من جميع أهل الملل على اختلافهم إلى كفار ومؤمنين ، والثناء الحسن المذكور هو لسان الصدق ، في قوله : {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآَخِرِينَ }، وقوله تعالى :{وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}
فجمع الله له بين سعادة الدنيا الموصولة بسعادة الآخرة ، فكان له في الدنيا الرزق الواسع الهني والمنزل الرحب ، والمورد العذب ، والزوجة الحسنة الصالحة ، والثناء الجميل ، والذكر الحسن ، فكل أحد يحبه ويتولاه ، كما قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم .
وروى ابن أبي حاتم من طريق العوفي ، عن ابن عباس في قوله : {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيم مَلَكُوت السَّمَوَات وَالْأَرْض وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} فإنه تعالى جلا له الأمر سره وعلانيته ، فلم يخف عليه شيء من أعمال الخلائق ، فلما جعل يلعن أصحاب الذنوب قال الله : إنك لا تستطيع هذا . فرده الله كما كان قبل ذلك .
و الله تعالى أعلم .
0 التعليقات:
إرسال تعليق