<div style='background-color: #b8d6e6;'><a href='http://www.adamazer.com/' title=''>amazon banners</a></div>

فوائد من حديث المداومة على الأعمال

0 التعليقات
 بسم الله الرحمن الرحيم

فوائد من حديث المداومة على الأعمال 

روى الإمام مالك في الموطأ عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت:(( كان أحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يدوم عليه صاحبه))

جاء في معنى هذا الحديث أن العمل الدائم يتصل أجره وحسناته لأنه يكون أكثر من الكثير الذي يفعل مرة أو مرتين ، وما انقطع انقطع أجره وحسناته  لأن التارك للعمل بعد الدخول فيه كالمعرض بعد الوصل وهو متعرض للذم ، ثم يترك ويترك العزم عليه ، والعزم على العمل الصالح مما يثاب عليه.
 و بدوام القليل تستمر الطاعة بالذكر والمراقبة والإخلاص والإقبال على الله ، بخلاف الكثير الشاق حتى ينمو القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافا كثيرة .

كما أن المداومة على الطاعة أشد ممن يفعلها جملة واحدة ثم يتركها، و فيه دليل على أن المداوِم محقق للعبودية الحقيقية، لأنه ملازم لعتبة العبودية فتكون  مداومته أدل و ألزم على صدقه.
و فيه أن مداوم الخير ملازم للخدمة وليس من لازم الباب في كل يوم وقتا ما كمن لازم يوما كاملا ثم انقطع .
و قد ضرب مثال ذلك كرجلين يطرقا على شخص ليعطيهما، فالأول يطرق طرقا عنيفا شديدا متسارعا ثم يمشي فأحرى أن لا يفتح له، أما الثاني فلزم العتبة بالليل و النهار في الشتاء و الصيف مداوم على الطاعة و بقي يطرق يطرق كما قال الشاعر:
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته
ومدمن الطـرق للأبواب أن يلجا

 و قد روى هذا الحديث بمعنى مقارب في الصحيح فقد روى الإمام البخاري 
6099 حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا سليمان عن موسى بن عقبة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((سددوا وقاربوا واعلموا أن لن يدخل أحدكم عمله الجنة وأن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ))
كما يقال أن الفرق بين الناجحين والفاشلين يرجع في أصله إلى مبدأ الاستمرارية و المداومة .

و الله تعالى أعلم .

0 التعليقات:

إرسال تعليق