بسم الله الرحمن الرحيم
هكذا استسقى الفارورق-رضي الله عنه-
هذه الطريقة التي بلغتني عن إستسقاء الفارق رضي الله عنه، تبين عدم تكلفهم و فقههم العميق للنصوص و دلالاتها و الجمع بينها .
فعن عمر رضي الله عنه حين خرج إلى الاستسقاء فصعد المنبر فلم يزد على الاستغفار حتى نزل فقيل له : إنك لم تَسْتَسْقِ فقال : لقد استسقيت بِمَجادِيح السَّماءِ.
هذا الفاروق صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم الإمام الفقيه العالم، أخذ يستغفر و يستغفر و يتلو آيات الإستغفار لان الإستغفار كما شبهه هو مجاديح السماء .
فلا يصرف الناس عما خرجوا إليه، لأن السبب هي ذنوبهم، بها منعوا الغيث فكان فَهم الصحابي أن أولى الأشياء بالذكر هو الإستغفار، و هذا كما جاء في القرآن الكريم فأنه جعل الاستغفار استسقاء بتأول قول الله - سبحانه و تعالى - : {استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا } .
على عكس مايفعل اليوم في الخطب بدل أن تكون مطابقة للتي كانت على عهد العلماء الربانيين أو لنقل مقاربة لها، صارت خالية من ذكر الله، عامرة بالشعر و الكلام الإنشائي و في السياسة، و الأحزاب، و الفتن، و الله يقول: {ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع } الجمعة إنما شرعت لذكر الله عز و جل بنص الآية .
و صدق الإمام ابن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما رواه عنه مالك في الموطأ: عن يحيى بن سعيد أن عبد الله بن مسعود قال لإنسان:((إنك في زمان كثير فقهاؤه قليل قراؤه تحفظ فيه حدود القرآن وتضيع حروفه قليل من يسأل كثير من يعطي يطيلون فيه الصلاة ويقصرون الخطبة يبدون أعمالهم قبل أهوائهم وسيأتي على الناس زمان قليل فقهاؤه كثير قراؤه يحفظ فيه حروف القرآن وتضيع حدوده كثير من يسأل قليل من يعطي يطيلون فيه الخطبة ويقصرون الصلاة يبدون فيه أهواءهم قبل أعمالهم)) .
0 التعليقات:
إرسال تعليق