بسم الله الرحمن الرحيم
[فائدة] في قوله تعالى {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}
[فائدة] في قوله تعالى {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}
فـائـدة: من معاني قوله تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} أن النبي-صلى الله عليه و سلم- يرى من هم خلفه في الصلاة .
-حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن ليث, عن مجاهد : {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} كان يرى من خلفه, كما يرى من قدّامه.
روى الإمام مالك في الموطأ عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (( أترون قبلتي هاهنا ؟ فوالله ، ما يخفى علي خشوعكم ولا ركوعكم ، إني لأراكم من وراء ظهري )) .
قال أبن عبد البر في الإستذكار : دفعت طائفة من أهل الزيغ هذا الحديث ، وقالوا : كيف تقبلون مثل هذا وأنتم ترون ضده ؟
فذكروا حديث أبي بكرة إذ ركع دون الصف ، فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صلاته قال : " أيكم الذي ركع دون الصف " فقال : أبو بكرة : أنا ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " زادك الله حرصا ولا تعد " .
وذكروا حديث حميد ، عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال للرجل الذي دخل الصف ، وقد حفزه النفس فقال حين انتهى إلى الصف : الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة قال : " من المتكلم . . . الحديث .
وذكروا مثل هذا من الأحاديث ، وقالوا : ألا ترون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يعلم من الراكع دون الصف حتى استعلم ، ولا ومن المتكلم .
قال أبو عمر-إبن عبد البر- : فالجواب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت فضائله تزيد في كل وقت إلى أن مات - صلى الله عليه وسلم - .
ألا ترى أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : كنت عبدا قبل أن أكون نبيا ، وكنت نبيا قبل أن أكون رسولا .
وقال - صلى الله عليه وسلم - : لا يقولن أحدكم : إني خير من يونس بن متى .
وقال له رجل : يا خير البرية ، فقال : ذاك إبراهيم .
وقال له آخر : يا سيد ابن السادة أو يا شريف ابن الشرفاء فقال : ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم .
وذلك قوله كله قبل أن تنزل عليه سورة{إنا فتحنا لك }[ الفتح : 1 ] فلما نزلت عليه وفيها{ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} [ الفتح : 2 ] ولم يغفر لأحد قبله ما تقدم من ذنبه ، فلما كان ذلك قال حينئذ : أنا سيد ولد آدم ولا فخر .
وحينئذ قال والله أعلم : إني لأراكم من وراء ظهري .
فكانت فضائله - صلى الله عليه وسلم - تزيد ولا تنقص
0 التعليقات:
إرسال تعليق