<div style='background-color: #b8d6e6;'><a href='http://www.adamazer.com/' title=''>amazon banners</a></div>

صلاة المغرب وتر النهار فأين نحن من وتر الليل

0 التعليقات
 بسم الله الرحمن الرحيم

صلاة المغرب وتر النهار فأين نحن من وتر الليل

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه أما بعد، 
فإن قيام الليل هو دأب الصالحين وتجارة المؤمنين وعمل الفائزين، فيالها من مدرسة و أي مدرسة، مدرسة العظماء والأصفياء، التي تخرج فيها صفوة الصفوة من الأولين والآخرين، خلوا بالرحمن في جوف الليالي، فألبسهم من نوره .
لهذا خص السلف ليالي رمضان بالإجتماع على القيام جماعة، كما جمعهم الفاروق- رضوان الله عليه- و نور الله قبره كما نور مساجدنا .
أيها الإخوة لو لم يكن في قيام الليل من الفضل إلا أن الله ربط به تشريف محمد-صلى الله عليه و سلم- بالمقام المحمود، لكفاه شرفا وفضلا لهذه العبادة، قال تعالى:{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} .
إن لله تعالى نفحات بالليل والنهار تصيب القلوب المتيقظه ، وتخطيء القلوب النائمة إذا تعرض لها العبد و بدل أسباب ذلك أفلح و أنجح .

و الباري سبحانه و تعالى إنما يوزع عطاياه، ويقسم خزائن فضله في جوف الليل، فيصيب بها من تعرض لها بالقيام فيكون لهم منها الحظ الوافر، ويحرم منها الغافلون والنيام فيحرمون بذلك من الخير مايحرمون .
 و كما قيل أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا‏.‏ 
يقوم العبد لربه في جوف الليل قائما مناجيا تاليا لكتابه، في ركعات مثنى مثنى و يختتمها بركعة وتر كما جاء ذلك في أحاديث كثيرة .
روى الإمام مالك في الموطأ عن عبد الله بن دينار أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول:((صلاة المغرب وتر النهار))
و في هذا تقوية للوتر و إشارة إلى فضلها، فلم يدع الله تبارك و تعالى وتر النهار لنا انما افترضها علينا في المغرب، فافترضها وترا و هي صلاة المغرب، و تَرَكَ وتر الليل لنا ليست بحتم، فيدل هذا على فضل و تأكد الوتر في الليل .
رواى ابن ابي شيبة في المصنف مرفوعا: حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن ابن سيرين عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((صلاة المغرب وتر النهار))
قال شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى:((والوتر أوكد من سنة الظهر والمغرب والعشاء والوتر أفضل من جميع تطوعات النهار كصلاة الضحى  بل أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل . وأوكد ذلك الوتر وركعتا الفجر والله أعلم ))
أيها الإخوة الشيطان كما يقول يحيى بن معاذ: ((ابن آدم!! إحذر الشيطان فإنه عتيق وأنت جديد .
وهو فارغ وأنت مشغول، وهمته واحده وهي هلاكك وأنت مع همم كثيرة، وهو يراك وأنت 
لا تراه،  وأنت تنساه وهو لا ينساك)) .
فليحذر المسلم الشيطان على نفسه كما يحذر مباغثة العدو صباحا، و ليحذر نفسه التي بين جنبيه لانها عدو حبيب كل ما اجترحت من سوء تظهره لك في خاصة نفسك مظهرا حسن و ألبسته لباس على غير حقيقته، و الذنوب من أكبر الصوارف المقيدة و الحابسة عن قيام الليل. 

روى أنه جاء رجل لإبراهيم بن أدهم فقال له:(( إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء ؟ فقال : لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل ؛ فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف ، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف)) .
و من اهم العوائق عن قيام الليل كثرة الأكل و الشرب فقد كان بعض الصالحين يقف على بعض الشباب العباد إذا وضع طعامهم ، ويقول لهم : لا تأكلوا كثيرا ، فتشربوا كثيرا ، فتناموا كثيرا ، فتخسروا كثيرا .
 قال مسعر بن كدام حاثا على عدم الإكثار من الأكل : ((وجدت الجوع يطرده رغيف، وملء الكف من ماء الفرات، وقل الطعم عـون للمصلي، وكثر الطعم عون للسبات)) .

أخذ الفضيل بن عياض بيد الحسين بن زياد فقال له: ((يا حسين، ينزل الله -تعالى- كلّ ليلة إلى السماء الدنيا، فيقول الرب: كذب من ادّعى محبّتي، فإذا جنَّه الليل نام عني؟ أليس كلُّ حبيبٍ يخلو بحبيبه؟ ها أنا ذا مطلع على أحبائي إذا جنَّهم الليل، غدا أقرّ عيون أحبائي في جناتي))

 ألا مشمر للجنة ، فإن الجنة والذي نفسي بيده نور يتلألأ، وقصر منيف، وشجرة تهتز،  إن في الجنة قصوراً من ذهب، وقصوراً من فضة، وقصوراً من ياقوت، وقصوراً من زبرجد، جبالها المسك، وترابها المسك والزعفران اللهم اجعلنا من أهلها .
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .


0 التعليقات:

إرسال تعليق