بسم الله الرحمن الرحيم
منهجية خروج المرأة من قصة موسى عليه السلام عند وروده ماء مدين
منهجية خروج المرأة من قصة موسى عليه السلام عند وروده ماء مدين
الحمد لله و الصلاة و السلام عل رسول الله و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه أما بعد،
فإننا في هذا العصر طالما شغلنا الراي العام بالحديث عن المراءة، و كل ما له علاقة بالمراءة، و لا شك عندي في أن من تتبع حالهم، وجدهم لا يريدون حرية المراءة، إنما يريدون حرية الوصول إلى المراءة .
و أنا لا أريد مخاطبة هذه الشريحة من الناس، لأنه لا يشرفني ذلك بل أريد أن أترك رسالة لإخواني المسلمين من خلال هذا الموضوع ليزيد بها يقينهم بربهم سبحانه و تعالى فيما أرجو .
و في الحقيقة كلام أهل العلم مستفيض يصعب حصره و جمعه في هذه المسألة و سلفنا الصالح قد بينوا، و قبل ذلك ماجاء في القرآن الكريم، شامل و شافي،فقد رسم لنا منهج حياة متكامل قال الله تعالى: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} .
و منه أمره للمراءة بالقرار في البيت ضمن سلسلة من الآداب، التي أدب الله بها أمهات المؤمنين، و نساء الأمة لهن تبع في ذلك، قال تعالى:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} قال ابن كثير: أي الزمن فلا تخرجن لغير حاجة .
وقد جاءت إضافة البيت إلى المرأة في مواضع من كتاب الله للدلالة على كثرة لزومها له فلهذا نسبه إليها و لحكم أخرى يعملها الله كما في قوله: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ} و قوله: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ}و قوله: {لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} .
وهناك موضع واحد لم يُضف فيه البيت إلى المرأة وهو قوله تعالى:{وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ فَإن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً} لم يقل:" فأمسكوهن في بيوتهن" و ذلك لخيانتها و عدم حفظها لشرفها و شرف البيت و طهارته، فلم تستحق بذلك أن يضاف البيت إليها و الله أعلم .
و مما جاء به القرآن الكريم في قصة إمام من أئمة الموحدين، و هو نبي الله و رسوله موسى-عليه السلام- الذي غضب غضبة شديدة لله و كسر الألواح و أخذ برأس أخيه الذي هو نبي من أنبياء الله و أكبر منه سنا، يجره إليه لما رآى الشرك في قومه بعيد غيابه عنهم.
هذا النبي الكريم-عليه السلام- قضى عشر سنوات من عمره في صداق امراءة، في خير الأجلين و أوفاهما الذي كان بينه و بين الشيخ الكبير، قصها الله علينا ليس عبثا، بل لنستنبط الأحكام منها و تكون لنا فيها عبرة،و تتبين لنا أهمية الزواج و خطورته، كما فيه دلالة على منزلة المراءة في الإسلام.
أَستفتح القصة من ورود موسى عليه السلام ماء مدين، راجيا من الله موافقة الحق و نصرة أهله قال تعالى:{وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ }
إلى قوله تعالى:{قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ }
1)-ناخذ من الآيات الحال التي تلجيء المراءة للخروج هي عدم وجود ولي أو عدم قدرته كما قالت: "و أبونا شيخ كبير" .
2)- خروج المراءة لعذر لا يبرر لها فعل أي شيء بل مع ذلك تلتزم بالشروط و الضوابط، لما فعلتاه المراتان: "قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء": أي لا نسقي إلا بعد فراغ الناس، لكي لا نختلط بهم و نسبب الفتن .
3)- لزوم قضاء حاجة المراءة التي هذه حالها في المجتمع المسلم و مسؤوليته تجاهها و ذلك من قوله: "فسقى لهما" روى أبي شيبة بينده عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه:((أن موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون، قال: فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر ولا يطيق رفعها إلا عشرة رجال، فإذا هو بامرأتين تذودان قال: ما خطبكما؟ فحدثتاه فأتى الحجر فرفعه، ثم لم يستق إلا ذنوباً واحداً حتى رويت الغنم )).
4)- لا يتخذ الناس ذلك غاية لذاتها، لأن موسى لم يزد في مساعدتهما عن أمر حاجتهما و ذلك من قوله: "ثم تولى الى الظل" .
5)- لا تكون تلك الحال مصدر انشراح صدر للمراءة، و ذلك من قوله: "يا أبت استاجره" فلو كانت منشرحة الصدر من خروجها حتى مع وجود العذر لما طلبت من يكفيها ذلك .
من خلال هذه الإستنباطات نجد أن أمر كسب الرزق و القوامة مكتوبة على الرجال دون النساء، و منه قوله تعالى:{فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} و لم يقل "فتشقيا" لأن آدم حالها بالشقاء أخص من زوجه.
إذ لما كان في الجنة قيل له أي آدم: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} وجه ذلك أنه إذا غادر الجنة كان عُرضة للجوع و العري و الظمأ و الضحو، فكان لا بد له من السعي لتوفير الطعام، و أيجاد اللباس، و تحصيل المياه، و بناء مأوى له من الشمس، وفي ذلك كله مشقة لآدم عليه السلام .
هذا و الله تعالى أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
و منه أمره للمراءة بالقرار في البيت ضمن سلسلة من الآداب، التي أدب الله بها أمهات المؤمنين، و نساء الأمة لهن تبع في ذلك، قال تعالى:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} قال ابن كثير: أي الزمن فلا تخرجن لغير حاجة .
وقد جاءت إضافة البيت إلى المرأة في مواضع من كتاب الله للدلالة على كثرة لزومها له فلهذا نسبه إليها و لحكم أخرى يعملها الله كما في قوله: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ} و قوله: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ}و قوله: {لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} .
وهناك موضع واحد لم يُضف فيه البيت إلى المرأة وهو قوله تعالى:{وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ فَإن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً} لم يقل:" فأمسكوهن في بيوتهن" و ذلك لخيانتها و عدم حفظها لشرفها و شرف البيت و طهارته، فلم تستحق بذلك أن يضاف البيت إليها و الله أعلم .
و مما جاء به القرآن الكريم في قصة إمام من أئمة الموحدين، و هو نبي الله و رسوله موسى-عليه السلام- الذي غضب غضبة شديدة لله و كسر الألواح و أخذ برأس أخيه الذي هو نبي من أنبياء الله و أكبر منه سنا، يجره إليه لما رآى الشرك في قومه بعيد غيابه عنهم.
هذا النبي الكريم-عليه السلام- قضى عشر سنوات من عمره في صداق امراءة، في خير الأجلين و أوفاهما الذي كان بينه و بين الشيخ الكبير، قصها الله علينا ليس عبثا، بل لنستنبط الأحكام منها و تكون لنا فيها عبرة،و تتبين لنا أهمية الزواج و خطورته، كما فيه دلالة على منزلة المراءة في الإسلام.
أَستفتح القصة من ورود موسى عليه السلام ماء مدين، راجيا من الله موافقة الحق و نصرة أهله قال تعالى:{وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ }
إلى قوله تعالى:{قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ }
1)-ناخذ من الآيات الحال التي تلجيء المراءة للخروج هي عدم وجود ولي أو عدم قدرته كما قالت: "و أبونا شيخ كبير" .
2)- خروج المراءة لعذر لا يبرر لها فعل أي شيء بل مع ذلك تلتزم بالشروط و الضوابط، لما فعلتاه المراتان: "قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء": أي لا نسقي إلا بعد فراغ الناس، لكي لا نختلط بهم و نسبب الفتن .
3)- لزوم قضاء حاجة المراءة التي هذه حالها في المجتمع المسلم و مسؤوليته تجاهها و ذلك من قوله: "فسقى لهما" روى أبي شيبة بينده عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه:((أن موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون، قال: فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر ولا يطيق رفعها إلا عشرة رجال، فإذا هو بامرأتين تذودان قال: ما خطبكما؟ فحدثتاه فأتى الحجر فرفعه، ثم لم يستق إلا ذنوباً واحداً حتى رويت الغنم )).
4)- لا يتخذ الناس ذلك غاية لذاتها، لأن موسى لم يزد في مساعدتهما عن أمر حاجتهما و ذلك من قوله: "ثم تولى الى الظل" .
5)- لا تكون تلك الحال مصدر انشراح صدر للمراءة، و ذلك من قوله: "يا أبت استاجره" فلو كانت منشرحة الصدر من خروجها حتى مع وجود العذر لما طلبت من يكفيها ذلك .
من خلال هذه الإستنباطات نجد أن أمر كسب الرزق و القوامة مكتوبة على الرجال دون النساء، و منه قوله تعالى:{فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} و لم يقل "فتشقيا" لأن آدم حالها بالشقاء أخص من زوجه.
إذ لما كان في الجنة قيل له أي آدم: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} وجه ذلك أنه إذا غادر الجنة كان عُرضة للجوع و العري و الظمأ و الضحو، فكان لا بد له من السعي لتوفير الطعام، و أيجاد اللباس، و تحصيل المياه، و بناء مأوى له من الشمس، وفي ذلك كله مشقة لآدم عليه السلام .
هذا و الله تعالى أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
0 التعليقات:
إرسال تعليق