<div style='background-color: #b8d6e6;'><a href='http://www.adamazer.com/' title=''>amazon banners</a></div>

[فائدة] في أحسن طرق التفسير لإبن كثير-رحمه الله تعالى-

0 التعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم

[فائدة] في أحسن طرق التفسير لإبن كثير-رحمه الله تعالى-

قال العلامة ابن كثير في مقدمة تفسيره (8/1): ((فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟
فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك أن يُفَسَّر القرآن بالقرآن، فما أُجْمِل في مكان فإنه قد فُسِّر في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي - رحمه الله -: كل ما حكم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو مما فهمه من القرآن. قال الله تعالى: { إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا } [سورة النساء آية: 105].
 وقال تعالى: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [سورة النحل آية: 44].
وقال تعالى: { وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [سورة النحل آية: 64].
ولهذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه )) يعني: السنة. والسنة أيضًا تنزل عليه بالوحي، كما ينزل القرآن؛ إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن، وقد استدل الإمام الشافعي - رحمه الله - وغيره من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة ليس هذا موضع ذلك.
والغرض أنك تطلب تفسيرَ القرآن منه، فإن لم تجدْه فمن السنة، كما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: (( بم تحكم؟ قال: بكتاب الله. قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله. قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد برأيى. قال: فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدره، وقال: الحمد لله الذي وفَّق رَسُولَ رسولِ الله لما يرضي رسول الله)) وهذا الحديث في المسانيد والسنن بإسناد جيد، كما هو مقرر في موضعه.
وحينئذ، إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة(1) والخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين )). 

(1)  المراد بهم أبو بكر و عمر و عثمان و علي فلا يذهب فكر القارىء إلى أنهم أئمة المذاهب الفقهية و إن كانوا فليس من بينهم أبو حنيفة!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق