بسم الله الرحمن الرحيم
فائدة منهجية في قوله تعالى { لو كان خيرا ما سبقونا إليه}
قال ابن كثير في تفسيره:(( وقوله تعالى :{وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه} أي : قالوا عن المؤمنين بالقرآن : لو كان القرآن خيرا ما سبقنا هؤلاء إليه . يعنون بلالا وعمارا وصهيبا وخبابا وأشباههم وأقرانهم من المستضعفين والعبيد والإماء ، وما ذاك إلا لأنهم عند أنفسهم يعتقدون أن لهم عند الله وجاهة وله بهم عناية .
وقد غلطوا في ذلك غلطا فاحشا ، وأخطئوا خطأ بينا ، كما قال تعالى :{ وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا } أي: يتعجبون: كيف اهتدى هؤلاء دوننا ، ولهذا قالوا :{ لو كان خيرا ما سبقونا إليه } وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة : هو بدعة ، لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه ؛ لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها )) .