بسم الله الرحمن الرحيم
في معنى قوله تعالى{وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}
قد يُشْكِلُ فهم هذه الآية على الكثير من أوجه:
الأول: أن أتباع عيسى عليه السلام يستمرون إلى يوم القيامة .
الثاني: أنهم تكون لهم الفوقية و الغلبة على الكفار و قد يفاخرون به المسلمين خاصة مع الحال التي عليه الأمة في أيامنا هذه.
الثالث: أن يجعلهم الله فوق الذين كفروا ظاهرين هذا قد يستدل به على صحة باطلهم و ماهم عليه أو على أقل الأحوال أنهم أقل شرا من الكفار أو أرفع منهم درجة.
*أقول و بالله التوفيق الإجابة على هذا أولا بذكر المقصود بأتباع عيسى المقصود بهم في الآية فقد نقل ابن جرير في التفسير باسناده عن قتاده قال:((هم أهل الإسلام الذين اتبعوه على فطرته و ملته و سنته فلا يزالون ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة))
القول الآخر: رواه عن ابن زيد و هو القول أنهم:(( النصارى فوق اليهود إلى يوم القيامة قال فليس بلد فيه أحد من النصارى إلا و هم فوق يهود في شرق و لا غرب هم في البلدان كلها مستذلون))
و قد استبعد ابن عثيمين-رحمه الله تعالى- هذا القول: ((فإن قال قائل: أفلا يمكن أن يراد بالذين اتبعوه أي: الذين انتسبوا إليه وتكون لهم الغلبة على الكافرين لا على المسلمين، يعني مثلاً أن النصارى يغلبون اليهود والوثنيين وما أشبه ذلك، ويخرج من هذا المسلمون. ويكون الله تعالى قد وعد عيسى بأن يكون من انتسب إليه فوق الذين كفروا به.
الجواب: لا يمكن هذا، ليس بعيداً متعذراً؛ لأن هؤلاء لم يتبعوا عيسى))
الجواب: لا يمكن هذا، ليس بعيداً متعذراً؛ لأن هؤلاء لم يتبعوا عيسى))
قال ابن سعدي-رحمه الله تعالى-في تفسيره(132/1):
(({وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة} وتقدم أن الله أيد المؤمنين منهم على الكافرين، ثم إن النصارى المنتسبين لعيسى عليه السلام لم يزالوا قاهرين لليهود لكون النصارى أقرب إلى اتباع عيسى من اليهود، حتى بعث الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم فكان المسلمون هم المتبعين لعيسى حقيقة، فأيدهم الله ونصرهم على اليهود والنصارى وسائر الكفار، وإنما يحصل في بعض الأزمان إدالة الكفار من النصارى وغيرهم على المسلمين، حكمة من الله وعقوبة على تركهم لاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم))
فيكون جعلهم فوق الذين كفروا من اليهود و غيرهم قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم أما بعد بعثته لا يكون لهم ذلك لأنه بمرجد بعثتة محمد صلى الله عليه و سلم يكون أتباع عيسى هم من آمنوا بالنبي محمد صلى الله عليه و سلم
روى الإمام البخاري في الصحيح 3443
حدثنا محمد بن سنان، حدثنا فليح بن سليمان، حدثنا هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:(( أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا و الىخرة و الأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى و دينهم واحد))
*ثانيا الفوقية هنا تكون بمعنى: جاعلهم قاهرين لهم، إلى يَوْمِ القيامةِ، يعني أنهم ظاهرون على اليهود، وغيرهم من الكفار بالغلبة في الدنيا فأما يوم القيامة، فَيَحْكُمُ اللهُ بينهم، فيدخل الطائع الجَنَّةَ، والعاصي النَّارَ
قال ابن عثيمين-رحمه الله تعالى- في تفسيره لسورة آل عمران:
وقوله: {اتَّبَعُوكَ}: أي الذين اتبعوا شريعتك{فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}، فوق الكفار إلى يوم القيامة، هذه الآية يطبل بها النصارى ويقولون: نحن لنا العلو إلى يوم القيامة، ليس إلى أن بُعث محمد، ولكن إلى يوم القيامة.
فنقول: نعم صدق الله العظيم، إن الذين يتبعون عيسى لهم النصر على الكافرين إلى يوم القيامة، ولكن مَنِ الذين اتبعوا عيسى؟ هم الذين ردُّوا بشارته وكذبوا من بشّر به؟ لا أبداً أنتم لم تتبعوا عيسى ووالله لو خرج عيسى لقاتلكم حتى ترجعوا إلى الإسلام، ولهذا في آخر الزمان لا يقبل إلا الإسلام، لا يقبل الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير، في آخر الزمان لا يقبل حتى الجزية التي كانت تقبل قبل نزوله، لا تقبل من شدة كراهته لما عليه النصارى واليهود الآن، نحن نقرّ لليهود والنصارى بالجزية، نقول: ابقوا على دينكم لكن أعطوا الجزية عن يدٍ وأنتم صاغرون، لكن إذا نزل عيسى لا يقبل، يقول: أسلم وإلا فالقتل، لكراهيته لما هم عليه، لا يريد أن يقرهم ولا على هذا.
المهم أن نقول: إن الذين اتبعوا عيسى هم الذين آمنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام بعد بعثة محمد، أما قبل بعثة محمد نعم لا شك أن أتباع عيسى هم المسلمون، وأنهم على الحق قبل أن يحرّفوا ويبدّلوا. فإذا قالوا: كيف تجيبون عن قوله:{إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}؟ قلنا: نعم آمِنُوا بمحمد ولكم النصرة إلى يوم القيامة.
و الله تعالى أعلم و صلى الله عليه ونبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
فنقول: نعم صدق الله العظيم، إن الذين يتبعون عيسى لهم النصر على الكافرين إلى يوم القيامة، ولكن مَنِ الذين اتبعوا عيسى؟ هم الذين ردُّوا بشارته وكذبوا من بشّر به؟ لا أبداً أنتم لم تتبعوا عيسى ووالله لو خرج عيسى لقاتلكم حتى ترجعوا إلى الإسلام، ولهذا في آخر الزمان لا يقبل إلا الإسلام، لا يقبل الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير، في آخر الزمان لا يقبل حتى الجزية التي كانت تقبل قبل نزوله، لا تقبل من شدة كراهته لما عليه النصارى واليهود الآن، نحن نقرّ لليهود والنصارى بالجزية، نقول: ابقوا على دينكم لكن أعطوا الجزية عن يدٍ وأنتم صاغرون، لكن إذا نزل عيسى لا يقبل، يقول: أسلم وإلا فالقتل، لكراهيته لما هم عليه، لا يريد أن يقرهم ولا على هذا.
المهم أن نقول: إن الذين اتبعوا عيسى هم الذين آمنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام بعد بعثة محمد، أما قبل بعثة محمد نعم لا شك أن أتباع عيسى هم المسلمون، وأنهم على الحق قبل أن يحرّفوا ويبدّلوا. فإذا قالوا: كيف تجيبون عن قوله:{إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}؟ قلنا: نعم آمِنُوا بمحمد ولكم النصرة إلى يوم القيامة.
و الله تعالى أعلم و صلى الله عليه ونبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .