<div style='background-color: #b8d6e6;'><a href='http://www.adamazer.com/' title=''>amazon banners</a></div>

بطلان إطلاق لفظ(مرجئة الفقهاء)


الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من تبع هداه  أما بعد،

قال الإمام البربهاري في شرح السنة (128/1)
((ولا يحل لرجل أن يقول: فلان صاحب سنة حتى يعلم منه أنه قد اجتمعت فيه خصال السنة، لا يقال له: صاحب سنة حتى تجتمع فيه السنة كلها)).

دل هذا على أن السلف كانوا إذا أثبتوا على الشخص مخالفة واحدة لأصل من الأصول أخرجوه من مسمى السنة و بدعوه  بل إنه لا يطلق عليه لفظ السني أصلا إلا إذا اجتمعت فيه خصال السنة ابتداء 

و للأسف الشديد قد نبتت نابتة في القرون المتأخرة و هي التزام الكثير وصف بعض الناس بالإمامة بل ربما أعداء المنهج كلما ذكروا حتى على المنابر 
و هنا أذكر مثالا حيا على ذلك هو زعيم أهل الرأي 
فقد جاء بطوام تخالف أصولاً لَا أصلاً واحدا من أصول المنهج السلفي و أشهرُها أنه كان مرجئا
ذكر الإمام البخاري في التاريخ الكبير
2253 - نعمان بْن ثابت أَبُو حنيفة الكوفِي مولى لِبَنِي تيم اللَّه بْن ثعلبة روى عنه عباد بْن العوام وابْن المبارك وهشيم ووكيع ومُسْلِم بْن خَالِد وأَبُو مُعَاوِيَة والمقري كَانَ مرجئا سكتوا عنه عن رأيه وعَنْ حديثه))
أقتصر على هذا النقل و إلا فالنقول كثيرة جدا جدا، الشاهد أن البخاري و غيره من الأئمة وصفوه بالإرجاء لكن الخلف و الله المستعان صاروا يطلقون لفظ "مرجئة الفقهاء" و هذا مخالف لما كان عليه الأئمة 
مالفرق إذا بين مرجئة و مرجئة الفقهاء فليجيبوا؟؟!! 
الإرجاء هو التأخير قال الله تعالى{ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} أرجه أي أخره و الإرجاء هو التأخير حينئذ يكون الإرجاء في مسألة الإيمان هو تأخير العمل عن مسمى الإيمان، ولهذا سموا مرجئة لأجل قولهم شرط كمال أو شرط صحة كما يدندنون .
و الشرط خارج عن ماهية الشيء كقولنا: الطهارة من شروط الصلاة فهي ليست داخلة في ماهيتها، بل معتقد أهل الحديث و الأثر أن العمل ركن من أركان الإيمان لا يخرج عن مسماه كالركوع و السجود في الصلاة و مجرد تأخير العمل عن مسمى الإيمان هو إرجاء بذات نفسه فلا أدري من أين أتوا بفلظ "مرجئة الفقهاء".
 و من سلفهم في إطلاق هذا اللفظ؟؟ أم أنه فقط كي نكحل عيون أهل الرأي؟؟ ثم ماذا بعدها سيخرجون لنا مرجئة المحدثين كي يدخلون فيها زمرة ممن يعرفون!!
فللعاقل أن ينظر الفرق الشاسع بين كلام السلف المريح السهل و كلام المتأخرين الذي لا طائل منه في هذه المسألة .
مع أن السلف الذين هم أعلم و أحكم وصفوه بالإرجاء مطلقا و لم يلتزموا هذه الكلمة الفارغة التي لا معنى لها!!
الحاصل أن زعيم أهل الرأي كان مرجئا و نقف هنا، لا نزيد و لا ننقص إتباعا للأئمة الذين عاصروه و عرفوه و حذروا منه قد أتتنا النقولات عنهم كثيرة في هذا الأمر، و كلام الخلف لا يعتد به مطلقا في هذه المسألة و لو كانوا من كانوا !!

تم المراد و الحمد لله رب العالمين .