[فائدة] أقرب طريق إلى الله
قال الشيخ عَبْدُ اللَّهِ الْأَرْمَنِيُّ-رحمه الله تعالى-
اجْتَزْتُ مَرَّةً فِي سِيَاحَتِي بِرَاهِبٍ فِي صَوْمَعَةٍ فَقَالَ لِي: يَا مُسْلِمُ مَا أَقْرَبَ الطُّرُقِ عِنْدَكُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قُلْتُ: مُخَالَفَةُ النَّفْسِ. قَالَ: فَرَدَّ رَأْسَهُ إِلَى صَوْمَعَتِهِ، فَلَمَّا كُنْتُ بِمَكَّةَ زَمَنَ الْحَجِّ إِذَا رَجُلٌ يُسَلِّمُ عَلَيَّ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا الرَّاهِبُ. قُلْتُ: بِمَ وَصَلْتَ إِلَى هَاهُنَا؟ قَالَ: بِالَّذِي قُلْتَ لِي. وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: عَرَضْتُ الْإِسْلَامَ عَلَى نَفْسِي، فَأَبَتْ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ حَقٌّ، فَأَسْلَمْتُ وَخَالَفْتُهَا. فَأَفْلَحَ وَأَنْجَحَ.
البداية و النهاية لابن كثير (218/17) ط دار الهجرة