<div style='background-color: #b8d6e6;'><a href='http://www.adamazer.com/' title=''>amazon banners</a></div>

حديث السرحة في تعظيم مشعر منى

0 التعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم

حديث السرحة في تعظيم مشعر منى 
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من أهتدى بهداه أما بعد،
 فإن الله تبارك وتعالى قد حث وحض على تعظيم شعائره، ويكفي في ذلك قوله تبارك وتعالى:
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}
فشعائر الله تبارك وتعالى لا يعظمها إلا من عظم الله واتقاه وعرفه تبارك وتعالى وقدره حق قدره، وهذا أمر لا خلاف فيه بين المسلمين .
بل جاء بذلك أمر واضح كما في قوله تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً} .

و شعائر الله كما قيل هي المعالم الظاهرة من دينه، و جعل الله تبارك وتعالى بعضها زمانيا و بعضها مكانيا، فمن شعائر الله الزمانية: الجمعة و رمضان .
أما شعائر الله المكانية فمثل: بيت المقدس و المدينة النبوية و مكة التي فيها المساجد المعروفة و شعائر الحج و العمرة، تعظم و لا تنتهك حرمات الله فيها و لا في غيرها، بصرف وجه من وجوه العبادة لغير الله أو تعليق الصور على حيطانها أو دفن الموتى فيها و هلم جر .
و لأن خشية الله تعالى لا تكون إلا بالعلم لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} فإن تعظيم شعائر الله كذلك بحاجة للعلم بها و قدرها عند الله عز و جل لذلك قال ابن القيّم في مدارج السالكين عن منزلة التعظيم: ((هذه المنزلة تابعة للمعرفة، فعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الربّ تعالى في القلب، وأعرف الناس به أشدهم له تعظيمّاً وإجلالاً، وقد ذم الله تعالى من لم يعظمه حق عظمته، ولا عرفه حق معرفته، ولا وصفه حق صفته، قال تعالى: {مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} ، قال ابن عباس ومجاهد:لا ترجون لله عظمة، وقال سعيد بن جبير: ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته، وروح العبادة هو الإجلال والمحبة، فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت)) .
كما جاء على سبيل المثال في وصف هته السماوات: يكدن يتفطرن من عظمة الله سبحانه و تعالى كما في قوله تعالى{تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ} قال الضحاك: يتشققن من عظمة الله عز وجل .
لهذا فإن قدر تعظيم الشعيرة يكون مرتبطا بعظمة من جعلها شعيرة مع تعلُّق ذلك كله بمعرفة قدر هذه الشعيرة عند الله و ما خصها الله به
دون غيرها، 
لهذا هذا سأتكلم الآن عن شعيرة منى، و ما جاء فيها، فقد روى الإمام مالك في الموطأ عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمران الأنصاري، عن أبيه أنه قال :((عدل إلي عبد الله بن عمر، وأنا نازل تحت سرحة بطريق مكة ، فقال : ما أنزلك تحت هذه السرحة ؟ فقلت : أردت ظلها ، فقال : هل غير ذلك ؟ فقلت : لا ما أنزلني إلا ذلك ، فقال ابن عمر : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا كنت بين الأخشبين من منى ، ونفخ بيده نحو المشرق فإن هناك واديا يقال له السرر ، به شجرة سر تحتها سبعون نبيا")) .
السرح هنا: الشجر الطوال الذي له شعب وظل
، و أما الأخشبان ففيهما قولان الأول: أنهما
الجبلين اللذين تحت العقبة بمنى فوق المسجد.
و الثاني: أن الأخاشب اسم لجبال مكة ، ومنى خاصة.
وأما قوله: سُر تحتها سبعون نبيا، ففيه قولان أيضا
، الأول: أنهم بشروا تحتها بما سرهم ، واحدا بعد واحد أو مجتمعين أو نبئوا تحتها، فسروا من السرور ، والقول الثاني: أنها قطعت تحتها سررهم ، يعني ولدوا تحتها. و الظاهر و الله أعلم أن أولى القولين بالصواب هو القول الأول .
إذن هذا الحديث دلالة واضحة على أن منى معظمة، و خصاصتها أن يُسر فيها كل هذا الجمع الغفير من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام و أنها كانت موطنا للمواهب الإلهية، و فيه تلميح أيضا إلى أن الأنبياء كانوا يمرون على منى و يحجون و يعتمرون على ملة إبراهيم عليه الصلاة و السلام مقتدين به.

و الله أعلم بالصواب و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .

0 التعليقات:

إرسال تعليق