<div style='background-color: #b8d6e6;'><a href='http://www.adamazer.com/' title=''>amazon banners</a></div>

الإيمان قول وعمل ونية لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر


الإيمان قول وعمل ونية لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر

 


  هذا سؤال طويل فضيلة الشيخ: يشكك بعض نابتة العصر ممن تكلم في مسألة الإيمان في الإجماع الذي حكاه الإمام الشافعي -رحمه الله- وهو قوله: " كان الإجماع من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ومَن أدركناهم يقولون: الإيمان قول وعمل ونية لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر" وقد نقله عنه -كما تعلمون- شيخ الإسلام في كتابه الإيمان. فمرة يقولون عن هذا: إنه غير صحيح، ومرة يقولون: لا يجزئ، أي لا يكون كاملا، ومرة يقولون: العمل في كلام الشافعي أي عمل القلب، ويقولون إن الإيمان الذي لا بد منه الاعتقاد والقول، أما العمل ففرع، فلو عاش الإنسان دهره كله تاركا للفرائض فلا صلاة ولا صوم ولا زكاة ولا حج، وفاعلا ما استطاع من منكرات، من زنا وشرب خمر، وارتكاب الفواحش، خلا الشرك، فيقولون: إنه مؤمن معرّض للوعيد ما دام أنه يعتقد ويقول بلسانه، فآمل من فضيلتكم شرح قول الشافعي وتوضيحه.

 الشيخ عبد العزيز الراجحي: نعم، كلام الشافعي واضح في نقل هذا الإجماع عن الصحابة والتابعين والأئمة، أن الإيمان قول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح، هذا كما نقل الإمام أبو عبيد من الآثار ومن النصوص، من كتاب الله وسنة رسوله، وأقوال العلماء وأقوال السلف وأقوال الصحابة واضح هذا. ولكن طريقة أهل الزيغ -والعياذ بالله- يشككون، يريدون أن لا تثبت الآثار، ولا تثبت النصوص، فمرة يطعنون بالنصوص، ومرة يطعنون بالآثار، ومرة يطعنون بأقوال العلماء، ومرة يطعنون في كتب أهل السنة. يشككون، حتى أن بعض أهل الزيغ يقولون: رسالة الإمام أحمد في الصلاة غير ثابتة، رسالة الإمام أحمد في الرد على الزنادقة غير ثابتة، مروي عن فلان كذا وهو ليس بثابت وهكذا، يشككون، لا يريدون أن تثبت، حتى لا يثبت الحق، حتى ينطلي زيغهم وانحرافهم، ينطلي على الناس، فتجدهم يشككون في كتب أهل العلم وفي نسبتها إليهم، وكذلك في أقوال أهل العلم، وفي الإجماع، ويطعنون في الآثار، وفي النصوص، حتى لا يثبت، حتى ينطلي زيغهم وانحرافهم على الناس. وقول الإمام الشافعي -رحمه الله- واضح، وقد سمعنا كثيرا من كلام الإمام أبي عبيد -رحمه الله- من النصوص ومن الآثار، ومن كلام أهل العلم، فكيف يطعن فيها كلها، هب أنه ما ثبت واحد أو اثنان أو ثلاثة أو أربعة أو عشرة، كيف ترد هذه النصوص الكثيرة؟ ما تستطيع تردها تردها ، ولو فرضنا أنه رد النصوص من السنة، كيف يرد النصوص من القرآن الواضحة، واضحة قطعية، وكذلك الأحاديث الثابتة في الصحيحين وفي غيرها، وأقوال العلماء الكثيرة، لم يستطيع هؤلاء أن يردوها، نعم.