بسم الله الرحمن الرحيم
{كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين}مالحاجة لبعث الرسل حينها؟
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه أما بعد،
يقول الله تبارك و تعالى {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين }
قد يقول قائل الناس قد كانوا أمة واحدة فلما بعث الله الرسل و مالحاجة إليهم حال كون الناس أمة واحدة؟
الجواب على ذلك من وجهين:
الوجه الأول: أن الناس كانوا مجتمعين على الهدى وذلك عشرة قرون بعد نوح فلما أختلفوا في الدين فكفر فريق منهم وبقي الفريق الآخر على الدين وحصل النزاع بعث الله الرسل ليفصلوا بين الخلائق ويقيموا الحجة عليهم
قال ابن جرير : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا أبو داود ، أخبرنا همام ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : كان بين نوح وآدم عشرة قرون ، كلهم على شريعة من الحق . فاختلفوا ، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين . قال : وكذلك هي في قراءة عبد الله {كان الناس أمة واحدة فاختلفوا} ورواه الحاكم في مستدركه ، من حديث بندار عن محمد بن بشار . ثم قال : صحيح ولم يخرجاه .
وكذا روى أبو جعفر الرازي ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب : أنه كان يقرؤها :{كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين }
وقال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : {كان الناس أمة واحدة} قال : كانوا على الهدى جميعا ، {فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين منذرين}فكان أول نبي بعث نوحا . وهكذا قال مجاهد ، كما قال ابن عباس أولا .
قال ابن جرير : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا أبو داود ، أخبرنا همام ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : كان بين نوح وآدم عشرة قرون ، كلهم على شريعة من الحق . فاختلفوا ، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين . قال : وكذلك هي في قراءة عبد الله {كان الناس أمة واحدة فاختلفوا} ورواه الحاكم في مستدركه ، من حديث بندار عن محمد بن بشار . ثم قال : صحيح ولم يخرجاه .
وكذا روى أبو جعفر الرازي ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب : أنه كان يقرؤها :{كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين }
وقال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : {كان الناس أمة واحدة} قال : كانوا على الهدى جميعا ، {فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين منذرين}فكان أول نبي بعث نوحا . وهكذا قال مجاهد ، كما قال ابن عباس أولا .
الوجه الثاني:أنهم كانوا مجتمعين على الكفر والضلال والشقاء ليس لهم نور ولا إيمان فرحمهم الله تعالى بإرسال الرسل إليهم.
قال العوفي ، عن ابن عباس : {كان الناس أمة واحدة}يقول : كانوا كفارا ،{فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين }
قال ابن كثير: القول الأول عن ابن عباس أصح سندا ومعنى لأن الناس كانوا على ملة آدم ، عليه السلام ، حتى عبدوا الأصنام ، فبعث الله إليهم نوحا ، عليه السلام ، فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض .
ولهذا قال :{وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم }
أي : من بعد ما قامت عليهم الحجج وما حملهم على ذلك إلا البغي من بعضهم على بعض ، {فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم }
و الله تعالى أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
أي : من بعد ما قامت عليهم الحجج وما حملهم على ذلك إلا البغي من بعضهم على بعض ، {فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم }
و الله تعالى أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .